فرؤيا الله تعالي بالمنام ليست كأي رؤيا أخري ودلالاتها عظيمة حيث أن رؤيته عز وجل تنقسم لعدة دلالات فمنها ما هو تبشير بخير ومنها ما هو بعكس دلك فمن رآه عز وجل بهيئته فهي بشاره علي صلاح دنياه ودينه ومن رأي غير دلك فهو دليل علي سوء ناوياه وسريرته
فإن رؤيه الله ورؤية الأنبياء في المنام تحصل لكثير من المؤمنين، فقد ذكر النووي في شرح مسلم عن القاضي عياض أنه قال: اتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها. …انتهى.
وذكر البغويفي كتابه شرح السنة عن شيخه الإمام أنه قال: رؤية الله في المنام جائزة، فإن رآه فوعد له جنة أو مغفرة أو نجاة من النار فقوله حق ووعده صدق. وإن رآه ينظر إليه فهو رحمته، وإن رآه معرضًا عنه فهو تحذير من الذنوب لقوله سبحانه وتعالى: أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وإن أعطاه شيئًا من متاع الدنيا فأخذه فهو بلاء ومحن وأسقام تصيب بدنه يعظم بها أجره لا يزال يضطرب فيها حتى يؤديه إلى الرحمة وحسن العاقبة. انتهى.
وأما رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم فيمكن حصولها لأي مسلم، وهي رؤيا حق لمن رآه على صفته التي ذكرها من وصفوه من أصحابه رضوان الله عليهم، وهي موجودة في كتب الشمائل والسير، ففي الحديث: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي . رواه مسلم .
وفي رواية البخاري: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي، قال أبو عبد الله قال ابن سيرين إذا رآه في صورته. انتهى.
وفي رواية لأحمد بسنده عن عاصم بن كليب قال حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي، قال عاصم قال أبي فحدثنيه ابن عباس فأخبرته أني قد رأيته قال رأيته قلت أي والله لقد رأيته، قال فذكرت الحسن بن علي قال إني والله قد ذكرته ونعته في مشيته، قال فقال ابن عباس إنه كان يشبهه.