محتويات
المهر أو الصداق هو جزء من المال يدفعه الزوج كحق للزوجة عند طلبها للزواج، ويعد المهر في الاسلام فريضة فرضها الله تعالي للفتاة، كنوع من الاحترام والتقدير لها، وهو جزء من حقوقها سواء عاجلا أو مؤجلا وهذا يؤمد بأن الزوجة تتمتع باستقلالية وذمة مالية منفصلة، وحرص الاسلام غلي التأكيد بأن الزوجة ليست سلعة وأن المهر ليس ثمنها وانما هو حقها الذي شرعه الله لها، ولا يحق للزوج أن يطالب زوجته برد المهر اذا انفصل عنها، ولا يحق حتي لأهل العروس أن يأخذوا جزء منه دون رضاها.
واذا تحدثنا عن المهر في المجتمعات العربية، نجده عطية يعيطها الزوج لولي الزوجة أو أبيها، وهذا ما يحدث في مصر أيضا ولكنه بأخذ الكثير من الاشكال، ولكن طريقة تحديده وتقديمه تختلف من مكان لأخر ومن عائلة إلي أخري، ويتأثر أيضا تبعا لظروف البيئة المحيطة به وباختلاف الظروف الاجتماعية والنشأة، ففي مصر يختلف تقديم في الوجه البحري والدلتا عن الوجه القبلي والصعيد، ويختلف كلا منهما عن المدن كالقاهرة والاسكندرية وغيرهما.
النمط الأول لشكل المهر في مصر
وهذا النمط يكفل الزوج أو العريس بكل التزامات الزواج، ولا تذهب الزوجة أو العروس الا بحقيبة ملابسها فقط، ويفسر البعض هذا التصرف بان الشرع هو من يلزم الزوج بتجهيز منزل الزوجية بكفة احتياجاته، ولا تلتزم العروس بشراء أي شيء وحتي أدوات ومعداته هو الملزوم لشرائها، علي الرغم من أنها مهمة العروس، ولكن هذا الشكل من أشكال المهور غير شائع بمصر وانما هو سائد ومقتصر فقط علي بعض العائلات.
ولكن وفي وقتنا الحاضر لا نجد أي شاب مقبل حديثا علي الزواج، أن يقوم بتحمل كل نفقات تجهيز منزل الزوجية بمفرده، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تسببها حالات الغلاء التي انتشرت نتيجة لارتفاع الدولار، الذي تعتمد عليه أغلب بضائعهم، ولذلك لابد أن تشارك الزوجة وأهلها مع الزوج في نفقات اللازمة لتجهيز عش الزوجية.
اقرا ايضا
حق الزوجة علي زوجها في الاسلام
الانماط الاخرى لدفع المهور في مصر
وتبدأ مع تحمل كلا من الزوج وأهل الزوجة نفقات تجهيز منزل الزوجية، مع بعضهم البعض حيث يتحمل العريس الاجهزة الكهربائية ومعها غرفتان منهما غرفة النوم وأي غرفة اخرى وكذلك يتحمل شراء المطبخ ولكن دون ادواته، وأما العروس فتتحمل احدي الغرف الاخرى مثل غرفة الصالون أو غرفة السفرة، وتتحمل أيضا أدوات المطبخ ومعداته كاملة وملابسها الشخصية كاملة أيضا، وأما عن السجاد والستائر فكل طرف منهما يتحمل ما يتم وضعه في كل غرفة، وهذا الشكل من أشكال المهر شائع في الكثير من المدن الرسمية.
ويوجد نوعا وشكل أخر من أشكال المهر وهو أن تتحمل العروس كل أنواع الاجهزة الكهربية، وتتحمل بالطبع أدوات المطبخ واحتياجاته وتأتي بملابسها كاملة، ويتحمل الزوج الباقي من نفقات الزواج والمقصود هنا أن يقوم بشراء كل أثاث كل الغرف ومعها السجاد والستائر اللازم لكل غرفة، وهذا النوع أكثر شيوعا بين ومدن الريف وعائلاته، ويوجد بعض القري في الريف أن يقوم الزوج أو العريس بشراء كل الأثاث وحتي المطبخ والمراتب والوسائد لغرف النوم، وتقوم العروس بشراء الاجهزة الكهربية ومعها الستائر والسجاد وهذا يدل علي اختلاف شكل المهر من مكان لآخر داخل مصر.
أسباب غلاء المهر
تسببت غلاء المهر في عدم رغبة الشباب بالزواج وعزوفهم عنه، فعندما يتقدم شاب بمقتبل عمره لخطبة احدي الفتيات، تحدث له صدمة من المهر الذي يطلبه والد العروس، حيث يكون الرقم المطلوب منه مبالغ فيه بشكل كبسر مما يجعله يقف عاجزا ويتراجع عن فمرك الزواج من أسسها، ولكن توجد أسباب أخري تسبب في غلاء المهو ر بشكل كبير ونجدها متمثلة فيو
- عدم التمسك بما جاء به شرع الله وسنك رسوله صل الله عليه وسلم وما جاء بهم عن أحكام الزواج الصحيحة
- التقليد الاعمى للعروس أو اهلها من الزيجات الاخرى سواء كانت في نطاق العائلة أو الاصدقاء أو حتي الجيران
- التفاخر وشراء الاجهزة والاثاث بأرقام ومبالغ فلكية للتباهي أمام الناس وهذا يسمي بالمظاهر الخداعة
- تعامل العائلات مع موضوع الزواج علي أنه مشروع له دراسة جدوي مقدرة بمبلغ معين من المال أو كعملية من عمليات البيع والشراء ونسيان أن مشروع قوامه المودة والرحمة
- التكاليف العالية التي يتم دفعها في تحضيرات الزفاف وشراء كماليات يمكن الاستغناء عنها في بداية تأسيس منزل الزوجية وشرائها فيما بعض مثل بعض النجف أو تابلوهات وغيرهما
- عدم تشريع قوانين أو قانون صارم يحد غلاء المهور وتقنينها حتي يستطيع الشباب من التقدم للزواج والاستقرار في حياتهم
